أبطال أوروبا عجزوا عن الإطاحة بالريال منذ تولي زيدان تدريبه
كشفت المواجهة التي جمعت نادي ريال مدريد الإسباني بمضيفه نادي باريس سان جيرمان الفرنسي في إياب الدور الثمن النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا عن الفارق الشاسع بين الفريق المدريدي الذي ينافس على الصعيد المحلي في مسابقتي الدوري والكأس وبين الذي يخوض غمار دوري أبطال أوروبا.
وكان ريال مدريد امام المنافسين المحليين مرشحاً للخسارة بغض النظر عن قوتهم أو تواضعهم، غير انه أمام المنافسين القاريين بات مرشحاً للفوز دون غيره، وهو الأمر الذي أصبح قاعدة بلا استثناء في عهد مدربه الفرنسي زين الدين زيدان.
ومنذ تولي زيدان مهام الإدارة الفنية في ريال مدريد خلال شهر يناير من عام 2016 ، عجزت أعرق وأقوى أندية “القارة العجوز” عن الإطاحة بـ “الأبيض الملكي” ، بعدما ظل الفوز والتأهل والتتويج حليفه خاصة في الأدوار الإقصائية بطريقة خروج المغلوب في مباراتي الذهاب والإياب ونهائي البطولة.
ومنذ تولي زيدان الإشراف على الفريق المدريدي ، عجز أبطال أوروبا عن إقصاء ريال مدريد في الأدوار التمهيدية التي تعقب دور المجموعات ، حيث كان الإنتصار والتأهل عنوان مبارياته الأوروبية ، وهو الأمر الذي جعل صحيفة “ماركا” الإسبانية تكيل له المدح والثناء بعد تجديده الفوز على باريس سان جرمان بنتيجة خمسة أهداف مقابل هدفين في مجموع المباراتين .
وكان ريال مدريد قد تمكن عدة مرات من قلب تأخره ذهاباً إلى إنتصار ثمين إياباً ، وذلك عندما خسر أمام فولفسبورغ بثنائية نظيفة في ألمانيا في ربع نهائي البطولة بعام 2016 ، ليتدارك تأخره ويحقق فوزاً كاسحاً في إسبانيا بثلاثية نظيفة ليتأهل للدور التالي، كما تكرر السيناريو في ذات الدور قبل نهائي العام الماضي ضد مواطنه اتلتيكو مدريد ، إذ خسر أمامه في “الفيسنتي كالديرون” بهدفين لهدف ، ليعود ويفوز عليه في “السانتياغو بيرنابيو” بثلاثية نظيفة ساهمت في وصوله إلى النهائي.
وفي الأدوار النهائية، نجح ريال مدريد بإشراف “زيزو” في إحراز اللقب القاري في عام 2016 بركلات الترجيح بعدما تعادل أمام مواطنه وجاره أتلتيكو مدريد ، فيما اكتسح في نهائي العام المنصرم نادي يوفنتوس الإيطالي بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف.
أما على صعيد نهائي السوبر الأوروبي ، فقد فشل بطلا الدوري الأوروبي في الإطاحة بريال مدريد ، حيث جاءت الأولى في عام 2016 بعدما توج باللقب على حساب مواطنه إشبيلية بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، رغم أن تشكيلته غاب عنها اغلب أعمدة الفريق الأساسية ، فيما كانت الثانية في العام الماضي ، عندما احتفظ باللقب القاري على حساب مانشستر يونايتد الإنكليزي بعد فوزه بهدفين لهدف.
ومن اللافت للنظر أن الفريق المدريدي تمكن من تجاوز جميع العقبات الأوروبية رغم انه اصطدم بعمالقة القارة مثل بايرن ميونيخ الألماني و يوفنتوس الإيطالي واتلتيكو مدريد الإسباني و مانشستر سيتي الإنكليزي ليبقى المنافس الوحيد الذي يخشاه ريال مدريد هو غريمه برشلونة ، وفي حال تقابلا هذا العام فإن ذلك سيكون ذلك امتحاناً حقيقياً لقطبي الكرة الإسبانية في ثالث “كلاسيكو” بينهما في دوري أبطال أوروبا ، بعدما شهدت الموقعة الأولى إنتصارًا مدريديًا في عام 2002 ، فيما كانت الثانية لصالح الكتالونيين في عام 2011.
وتؤكد حصيلة ريال مدريد في عهد زيدان ، بأن الأخير كانت له بصمة واضحة على الفريق عندما يلعب على الجبهة الخارجية ، وهي البصمة التي جعلت اللاعبين يتناسون خيبتهم في الدوري المحلي ويقدمون أداء فنيًا متميزاً في الدوري القاري ، لدرجة تُشعر المتابعين بأن تواضع نتائج “الأبيض الملكي” المحلية بمثابة الفخ الذي يقع فيه منافسوه في الاستحقاقات القارية، لأنهم يقومون ببناء حساباتهم على أدائه السلبي في مسابقة “الليغا” الإسبانية.
وهكذا يصبح ريال مدريد متخصصاً في دوري أبطال أوروبا المسابقة القارية الأغلى، حيث ليس ذلك غريباً عنه ، لكونه النادي الأكثر تتويجًا بلقب “صاحبة الإذنين” بعدما أحرزه 12 مرة.