|

المنافسات

مواقعنا الأخرى

“الوداد والأهلي”..

Riadalive 2016-07-12 16:00

رأي رياضي: “الوداد والأهلي”..
يونس الخراشي

يوجد الوداد الرياضي، وهو ممثل كرة القدم المغربية في عصبة الأبطال القارية، في مرحلة حاسمة من دور المجموعات، وذلك بمواجهته المرتقبة مع الأهلي المصري، والتي تفترض منه اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة ليبقى في الصدارة.

الأهلي هو نادي القرن في إفريقيا، وهو أعرق ناد في مصر، وهو الفائز بالدوري المصري 38 مرة، في رقم قياسي كبير جدا، غير أنه هو النادي الذي خسر مباراته ضد أسيك ميموزا في قلب القاهرة، وهو النادي الذي لا يملك ملعبا قارا، ولا يستطيع الاعتماد على جمهوره كما يحلو له، اللهم بقرار من الداخلية المصرية.

كل هذا يعني بأن على الوداد أن يتعاطى مع المباراة المقبلة، والتي تعد الأهم بالنظر إلى قيمة الأهلي وتعويله على مواجهة الفريق الأحمر، بحذر كبير، على أساس أنه هو أيضا ناد كبير، وصاحب خبرات إفريقية، ويملك في الوقت الحاضر نقط قوة لا تتوفر لمضيفه، ولديه رغبة أقوى من غيره في التتويج القاري.

هناك فارق مهم بين الوداد والأهلي، وهو أن الأهلاويين يلعبون بواقعية كبيرة جدا، وهي مدرسة اكتسبوا كفاياتها من خلال مسار طويل جدا من التعاطي مع مدربين مصريين وأجانب، وبالذات من خلال تنافسهم الحاد مع الجيران، الزمالك، في الكسب القاري، في وقت لم يقطع الوداد، خلال مسار طويل أيضا، مع هواية بعض لاعبيه، ورغبتهم في التأنق الزائد عن اللزوم، مما جعلهم، ولمرات عديدة، يسقطون في أخطاء جلبت لفريقهم الخسارات.

في منافسات مثل عصبة الأبطال الإفريقية، التي تقود إلى نهائيات كأس العالم للأندية، عادة ما يكسب الفريق الواقعي، في حين يخسر الذي يتأنق، وبخاصة في دور المجموعات، حيث تعتبر النقط ثمينة جدا، ويكفيك أن تتعادل أحيانا كي تحسب فائزا، بفعل موقعك في سبورة الترتيب، وبفعل البرنامج العام، وترتيب المباريات، الذي قد يقودك إلى التفوق، لاحقا، على خصم تراه اليوم أكثر قوة منك.

شيء آخر له أهميته هنا، وهو تناسي المشاكل العالقة، أيا كان نوعها، إدارية أو غيرها، للتركيز على المباراة القوية التي ستجري يوم السبت، في تسعين دقيقة، وسيكون لها أثر كبير على نفسية اللاعبين، والجمهور، والإدارة، وعموم عشاق الكرة، وبعدها يمكن فتح الملفات العالقة، لبحثها بكل تؤدة، عسى أن تحل قبل الموعد الذي يلي، أو يحل بعضها، ليجد البعض الآخر طريقه إلى الحل لاحقا.

هل يفترض أن تكون النتيجة هي الفوز؟

ليس بالضرورة، لأن كل مباراة قد تنتهي بفوز أو تعادل أو بهزيمة، لا قدر الله. غير أن الهزيمة الأكثر تأثيرا في وضعية الفريق هي تلك التي تأخذ منه أشياء أهم، مثالها لاعب موهوب ومهم تعرض للطرد، أو لاعبون مميزون أصيبوا إصابات سيئة، أو لاعبون أوقفوا لأسباب لها صلة بالروح الرياضية، أو لياقة بدنية مهدورة دون وجه حق.

هناك هزائم أكثر إفادة من الفوز، ولكن نرجو للوداد أن يفوز ويستفيد أيضا.
إلى اللقاء.
(عن أخبار اليوم)