تاريخ الكلاسيكو.. صراع كروي بنكهة سياسية
يرى المتابعون للساحرة المستديرة، أن مباريات الكلاسيكو الاسباني التي تجمع ريال مدريد وخصمه اللدود برشلونة، ليست مجرد لعبة كرة القدم، بل لها جوانب سياسية وحضارية تعود إلى نحو 100 عام.
وهذا لا يخالف حقيقة أن مواجهة الكلاسيكو متعة كروية مجنونة، تضم نجوما من الوزن الثقيل، لا سيما وأنه تحطم الأرقام القياسية من خلال عدد المشاهدين عبر شاشات التلفاز، في مختلف دول العالم، كما تحقق أرقاما فلكية على المستوى الاقتصادي.
وأصل كلمة كلاسيكو لاتيني، ويعود إلى آلهة في أمريكا الجنوبية، وتعني التنافس التاريخي الأزلي، وتبدو الكلمة مناسبة، في ظل الصراع بين أبناء العاصمة وإقليم كاتالونيا، لتصبح كرة القدم لغة أخرى للحوار بين الجانبين.
وأول من أستخدم كلمة كلاسيكو هم الأرجنتينيون، وذلك بالإشاره لمباريات البوكاجونيور وريفربليت، ولكن في أوائل عام 2000 أطلق هذا المسمى على مباريات برشلونه وريال مدريد.
ويرى المؤرخون أن المنافسة الشرسة بدأت فعليا في عهد حاكم اسبانيا الأسبق، فرانسيسكو فرانكو، الذي كان قاسيا في التعامل مع أهالي كاتالونيا، الذين بدورهم يطالبون بالانفصال، وتشير التقارير إلى أنه استخدم العنف ضدهم، وهو ما ضاعف مشاعر الكراهية، إذ لم يكن يحترم قوميتهم.
وكان يرى أبناء نادي برشلونة أن هزيمة ريال مدريد هي خبر محزن لفرانكو، وأصبح النادي الكروي ملهما ومحفزا للمشجعين على المطالبة بالإنفصال على إسبانيا.
ومدريد هي عاصمة اسبانيا، وتأسس فيها أول حزب اشتراكي في اسبانيا، وكانت افكار المدينة جمهوري وفيدرالي وشيوعي، ويكفي تمسيته بالنادي الملكي، ومن الجهة الاخرى هناك كاتالونيا التي يمثلها الغريم التقليدي برشلونه، فهي تعتبر مدينة الموضه والفن، واصبح نادي برشلونه حتى يومنا هذا، أكثر من مجرد نادي.
ومن أشهر الصراعات بين الفريقين عبر التاريخ، هو التنافس في عام 1950 من اجل الظفر بخدمات ألفريدو دي ستيفان، الذي كان يلعب في نادي لوس ديبورتيفو الكولولمبي، وكل فريق كان يؤكد بأنه حصل على توقيع اللاعب الارجنتيني، ولكن ممثل الفيفا آنذاك، مونيوز كاليرو، اكد بأن برشلونه في هذا العام تعاقد مع الدنماركي لاديسلاو كوبالا، والقانون يسمح بالتعاقد مع لاعب واحد فقط خلال الموسم، لينتقل الاسطوره دي ستيفانو لنادي العاصة ريال مدريد.