|

المنافسات

مواقعنا الأخرى

علاش خسرنا ؟؟؟

Riadalive 2017-08-28 21:00

رأي رياضي.. “لماذا أخفقنا؟”..
يونس الخراشي

صار في حكم العادة ألا يتساءل المعنيون بأمر تدبير رياضتنا عن الأسباب التي أدت إلى الإخفاق، وبالتالي معرفة السبل إلى النجاح. بل إن بعضهم يفكر، ثعلبيا، في تقديم الإخفاق على أنه أبهى نجاح، فيكون بذلك بصدد مقدمة لفشل جديد.

في المرات الأربع الماضية التي ترشح المغرب لاحتضان كأس العالم كانت النتيجة هي الإخفاق، غير أن المعنيين لم يرصدوا الأسباب الثاوية وراء فشلهم، وبالتالي فلا توجد، حسب علمنا القليل، دراسات تقدم الأجوبة اللازمة للأسئلة الحارقة، ومن ثم خارطة الطريق نحو المستقبل.

يعني ذلك أن الحملة الجديدة لاستضافة كأس العالم (نسخة 2026) ستبدأ من الصفر، أو لنقل من شيء قريب من الصفر. ومن يبدأ عادة من البداية يكون مرشحا، على الأرجح، للسقوط في الأخطاء التي ربما يكون سقط فيها من سبقه، ولم يخلفوا له مخطوطات تدله على الطريق.

يتعين إذن البحث عن الأسماء التي سبق لها أن شاركت في الإعداد لملفات الترشيح السابقة، عساها تقدم تجربتها لمن يستعد لتحمل مسؤولية ملف مونديال 2026 (لطالما نادينا بضرورة الكتابة في هذا الصدد، وتقدمت شخصيا لمسؤول سابق في ملف 2010 بطلب الكتابة عن التجربة، لكن رده لم يكن إيجابيا)، ومن ثم إلى أسماء متناترة في أنحاء العالم، يمكنها أن تقدم المساعدة؛ ضمنها مغاربة وأجانب.

سيكون هذا الأمر مهما للغاية، على اعتبار أن من سبق وأن فشلوا سيقدموا مواطن العثرات قصد تجاوزها. وهذا سيؤدي، ولا شك، إلى إثراء الملف الجديد، حتى وإن بدت الظروف مغايرة تماما، والأمر يفرض الابتكار في كل شيء، قصد إغراء المصوتين.

إن إعلان المغرب ترشيح نفسه لاستضافة كأس العالم لسنة 2026 أمر جدي للغاية، ويحتاج بالتالي إلى جدية عالية في التعاطي معه. إنه يتعلق بتقدير الدولة كون المسألة تستحق عناء العمل لأجلها، ومن ثم فعلى من سيكلفون بالملف أن يتخذوا هذا المعطى بعين الاعتبار.
لماذا قلنا الجدية؟

لأننا لاحظنا بأن الترشيح جاء متأخرا، فالمغرب لم يعلن نيتيه الترشح إلا ساعات قبل إغلاق الباب لذلك. ثم إن المعنيين لم يقدموا إلى يوم الناس هذا؛ أي على بعد أشهر فقط من إعلان الفائز بشرف الاحتضان، أي دليل يفيد توفرهم على خارطة طريق.

من حق المغاربة أن يعرفوا، مثلا، كيف سيتسنى للمغرب تنظيم كأس العالم 2026. لا نقول كيف سيفوز بشرف الاحتضان، لأن ذلك ربما يحدث، بفعل تغيير طريقة التصويت، بل نقول التنظيم؛ أي تدبير الاحتضان، بما يفرضه من توفر على بنيات تحتية تهم كل مناحي الحياة.

هناك منافس قوي جدا يتوفر على كل شيء، ويمكنه تنظيم المونديال بدءا من الغد، وهو ثلاثي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمسكيك.

هذا الثلاثي قدم ملفا مغريا جدا، يجمع ثقافات متعددة، وحاضنة اقتصادية عالية المستوى، وإشارة إلى تلاقح إنساني ثقافي متميز.
فماذا سنقدم نحن هذه المرة؟
إلى اللقاء.