|

المنافسات

مواقعنا الأخرى

عمود رأي: “إمتى ندير بوسطيرة؟”..

Riadalive 2016-05-26 10:30

لا شك أن المنتخب الوطني المغربي الأول لكرة القدم سيظهر بوجه جديد تماما في مباراته الودية ضد منتخب الكونغو، ذلك أن الفرنسي هيرفي رونار اضطر إلى توجيه الدعوة للاعبين جدد، عساه يتغلب على الفراغ الذي خلفه له غياب لاعبين اعتمد عليهم في مباراتيه ضد الرأس الأخضر ذهابا وإيابا.

وبالقياس إلى العدد الجديد من اللاعبين الذين ضمهم رونار إلى المنتخب على مدار ثلاث مباريات (باسحتاب اللاعبين الذين عوضا كلا من بوفال وفضال)، فإن الرقم يبقى قابلا للتطور في المستقبل القريب، وقابلا للتمدد في المدى المتوسط والبعيد، بما يجعلنا نسقط في لازمة فخر الدين رجحي:”يستحيل علينا تصوير بوسطير ديال المنتخب، حيت اللعابة كيتبدلو بزاف”.

طبعا لا يد لرونار في الأمر، ذلك أن من كانوا يحسبون أساسيين في المنتخب إما مصابين، أو ليست لديهم تنافسية، أو في عطلة، أو لديهم أمور أكثر أهمية، حسب تقديرهم، أو بعثوا “وصفات طبية” تعفيهم من الحضور، أو “مبقاوش داخلين للسيد فالخطة ديالو”، ومن تم حق للرجل أن يبحث عن بدائل، غير ملوم في ذلك.

إنها معضلة عاشها المنتخب الوطني منذ زمن، حتى إنها اتخذت ذريعة في إعفاء الزاكي بادو من منصبه بين عشية وضاحاها، وبين تكذيب ليلي وتأكيد صباحي من رئيس الجامعة بنفسه، الذي خرج، في وقت لاحق، يقول لمستمعي إذاعة “إم إف إم”، وهو مزهر بفوزين على الرأس الأخضر:”استفتيت أكثر من 7 من لاعبي المنتخب قبل الإقدام على إعفاء الزاكي”.

إن من يشرفون على الكرة المغربية، ونقولها لهم “باش يكونوا على بال من معضلات المنتخبات الوطنية”، دأبوا على معالجة المشاكل بالقفز عليها، بحيث صموا آذانهم عن كل المقترحات التي قدمت إليهم من قبل أقطاب الكرة في بلادنا، واختاروا الحل الوحيد والأوحد، وهو المدرب الأجنبي، والخبرات الأجنبية، واللغة الأجنبية، واللاعب المصنوع “من البحر لهيه”، مع أن إصلاح البطولة هو الحل الأمثل، وتشكيل منتخب من لاعبيها لا مناص منه، دون أن يعني ذلك بالضرورة إقصاء لاعبينا في بطولات الخارج (أوروبا وغيرها)، ممن تتوفر فيه معايير الاستحقاق.

عندما كان الناخبون الوطنيون، في تسعينات القرن الماضي، يعمدون إلى تشكيل المنتخب في غالبيته من لاعبين يمارسون في البطولات الأوروبية، جاء من يدق ناقوس الخطر، ويلح على أن الأصل هو البطولة المحلية، مضافا إليها نجوم من بطولات الخارج، وإلا ف، المستقبل سيفضي إلى كوارث. غير أن من كانوا يدبرون شؤون كرتنا ردوا على المحذرين بالقول:”ليس لنا من حل آني، لا بد من الاعتماد على اللاعبين الممارسين بالخارج، إلى أن يصلح أمر بطولتنا بعد سنوات من الآن”.

ما وقع، للأسف، هو أن البطولة لم يمسها الإصلاح المزعوم، بل زادت اختلالاتها حتى وجدنا نائبا لرئيس الجامعة يقول، على رؤوس الأشهاد، وفي التلفزيون الرسمي:”بطولتنا موبوءة جدا”، ووجدنا قرارا يقضي بـ”إيقاف لاعب مدى الحياة”، ووجدنا أكثر لجنة تشتغل في الجامعة هي لجنة التأديب، أما المنتخب الوطني فظل ينتقل من ناخب إلى ناخب، حتى أصبح تأهله إلى نهائيات كأس إفريقيا يشكل عيدا للناس، أما الشيء الوحيد الذي شهد الإصلاح فهو الحديث عن الإصلاح، ذلك أن الرئيس صار يتكلم، ويقول “إن المؤسسة فتحت أوراشا، وستفتح أوراشا أخرى، في انتظار أوراش جديدة”، بعد أن كان سلفه لا يتكلم إلا في البرلمان، والذي قبله “مكيدويش كاع.. كيدوي غير اللي حداه”.
إلى اللقاء.

يونس الخراشي
رئيس القسم الرياضي لجريدة أخبار اليوم