عمود رأي: “تبارك الله”….
“تبارك الله”….
يونس الخراشي رئيس القسم الرياضي لجريدة أخبار اليوم
نفترض أن محمد بودريقة، وهو نائب رئيس جامعة الكرة، كان صادقا حين قال لزميلنا هشام فرج، في برنامج “مع الحدث” للقناة الرياضية، إن فوزي لقجع لم يكذب على المغاربة وهو يقول، عقب الجمع العام العادي للجامعة، إن الزاكي باق في مكانه، وأن اجتماع المكتب التنفيذي هو الذي حسم الأمر، في اليوم الموالي، ومنه خرج “القرار الشجاع.. تبارك الله”.
فيلدعنا السيد بودريقة، مع الاحترام الواجب له، نناقشه في أمور تهم “القرار الشجاع”، “تبارك الله على الشجاعة”، وتهم الجمع العام، والتقريرين الأدبي والمالي، والنقاش المستفيض، والتراضي مع الزاكي، واختيار الناخب الجديد، وما إلى ذلك من أمور ظلت عالقة، حتى وقد تدخل هو وعبد المالك أبرون لتوضيحها.
ففي ما نعرف، والله أعلم، أن قانونية كل جمع عام تستلزم إمداد المؤتمرين بنسخ من التقريرين الأدبي والمالي، حتى يطالعانها، ويأتيان يوم الجمع لمناقشة المضمون، عسى أن يصحح النقاش الصورة المبهمة، ويرفع كل لبس ممكن، ويضع الناس أجمعين في الإطار العام لما يتداول، وهو ما لم يتم يوم الجمع إياه، إذ أن المكتب التنفيذي، صاحب “القرار الشجاع، تبارك الله”، لم يوفر النسخ، حتى وهو يدعي الحكامة الجيدة، ويصدعنا بها دائما، تماشيا مع ما جاء به دستور 2011، الذي سن حق المواطنين في المعلومات.
وفي ما نعرف، والله أعلم، أن أحد أعضاء المكتب التنفيذي هو من سرب “إشاعة إعفاء الزاكي” ساعة انعقاد الجمع العام، مع أن الشجاعة التي تحدث عنها لاحقا كانت تقتضي إما إعلان القرار في وقت سابق أو بعيد عن الجمع، حتى يهتم الناس بما هو أكثر أهمية، وهو التقرير المالي، وما تضمنه من أرقام ينبغي أن تناقش، بعيدا عن قول بودريقة:”600 مليون راه مكافياش، و85 مليار راه والو، غير كيجيب ليكم الله راها كثيرة”.
وفي ما نعلم، والله أعلم، أن الزاكي التقى رئيس الجامعة فوزي لقجع بعد صدور “القرار الشجاع” وليس قبله، مع أن “القرار الشجاع.. تبارك الله على الشجاعة”، جاء يتضمن قولهم إن الانفصال كان بالتراضي، وبعد نقاش مستفيض، وإن الجامعة ستكون لجنة، وستتدارس مستقبل المنتخب مع أطر وطنية، قصد اختيار صائب. فهل يعقل أن يكون الانفصال بالتراضي وقد صار لزاما أن يقبله أحد الطرفين؟ وهل فعلا ستدرس اللجنة شيئا و”ليكيب” الفرنسية، “الله يرضي عليها”، حسمت الأمر وعينت رونار ناخبا وطنيا؟ وعن أي نقاش مستفيض يتحدث هؤلاء وأحدهم أكد خبر الإعفاء حتى قبل أن تنطلق أشغال المكتب التنفيذي؟
هل تعرفون يا سادة ما جاءت به أسبوعية “فرانس فوتبول” قبل يومين بشأن إعفاء الزاكي؟ لقد أكدت بأن عددا من لاعبي المنتخب تخلوا عن ناخبهم، على اعتبار أنه “عقلية قديمة.. وخططه أكل عليها الدهر وشرب”، ملمحة بذلك إلى أن منتخبنا كان على وشك “عصيان مدني”، وأن الشجاع فوزي لقجع أنقذه بـ”قرار شجاع.. تبارك الله على الشجاعة”.
ما نعرفه، والله أعلم، أن كل رئيس فريق، أو اتحاد كروي، أو رياضي، يقف أولا إلى جانب المدرب، سيما إذا كان أشبه بـ”أستاذ قبيح”، وإلا فإنه يخسر الأستاذ، ولا يربح التلاميذ، والخوف كل الخوف أن يأتي يوم قريب يحتاج فيه لقجع، وبودريقة، وأبرون، والآخرون ممن كانوا من وراء “القرار الشجاع”، إلى “قرار أكثر شجاعة” لينقذوا المنتخب… من لاعبين ووكلاء لاعبين يكرهون الانضباط، ويصفونه بـ”العقلية القديمة”، حتى يبدو صالحا كمبرر لـ”العصيان”.
إلى اللقاء.