|

المنافسات

مواقعنا الأخرى

عمود رأي: “تبارك الله علينا”….

Riadalive 2016-01-08 11:30

“تبارك الله علينا”..
بقلم يونس الخراشي رئيس القسم الرياضي لجريدة أخبار اليوم

قبل حوالي عشر سنوات صادف فوز البطل المغربي الكبير يونس العيناوي بدوري دولي بالدوحة بداية السنة، فرتب أولا على المستوى العالمي، وهو ما جاء متناسبا مع قامته العالية في كرة المضرب، وما أعطاه لها محليا ودوليا.
ولأنه كان بطلا حقيقيا، حتى إنه وقف ندا للند مع الأسترالي رودي أنديك، لخمس ساعات تقريبا، في مباراة من الخالدات في السجل الذهبي للتنس العالمي، فلا شك أن من كانوا يتابعون تلك المواجهة المثيرة والشيقة قالوا، في دواخلهم، “تبارك الله”، لا بد أن البلد التي أنجبت هذا الولد العجيب تمتلك مدرسة عالية الجودة في التنس.

والحال أن يونس العيناوي كان بطلا عصاميا إلى حد بعيد، إذ عول على موهبته، ونماها بفضل اجتهاده، وطور ذاته بأسلوب عجيب، وإن وجب علينا الاعتراف برجل اسمه محمد مجيد، أسهم بشكل كبير في استقرار لعبة التنس، وتطورها.

ويمكن القياس على ذلك في رياضات أخرى، بحيث بدا بعض الأبطال، وهم ينافسون على المستوى العالمي، أقوياء إلى درجة أن من كان يتابعهم اقتنع في قرارة نفسه بأن وراءهم مدرسة متميزة، ونفس تكويني طويل، واستراتيجية دقيقة، وميزانيات ضخمة، مع أن ذلك لم يكن صحيحا مائة في المائة.

ولو صح أن يونس العيناوي كان خلاصة لمدرسة خاصة في التنس المغربي، تشتغل بشكل مندمج ضمن دائرة الشأن الرياضي، لاتخذ البطل أنموذجا للدرس والتحليل، على أن يقاس عليه في تكوين أبطال آخرين، وتنمية قدراتهم، وصقلهم، ليبقى المنتج مستمرا في “سوق التنافس الدولي”، ورافدا لبهجة المغاربة، وفرجتهم، ويؤدي إلى ثقافة في التنس، ومتابعته، مع ما يستتبع ذلك من إنتاج اقتصادي يدور في هذه الحلقة، ويجعلها تنمو، وتستقر، وتنتج.

ما حدث، للأسف، أن يونس العيناوي اعتزل التنس، مثلما اعتزله البطلان كريم علمي وهشام أرزي (اعتزلته أيضا بهمية محتسن)، ليبقى الماضي هو أكبر إنجاز في الذاكرة المغربية الحية، في ظل الحديث، من جهة، عن تكوين للأجيال، ومبالغ مالية تصرف في هذا الجانب، كما تقول الجامعة، وحديث، من جهة ثانية، عن غياب أي عمق في الرؤية، والاعتماد على غير العارفين بالأمور، كما يقول من يعارضونها، مما لن يؤدي إلى بروز أسماء جديدة في اللعبة، على كل حال.

إن الرياضة المغربية، أثبتت منذ بداياتها سنة 1913، حسب ما يؤرخ له الأستاذ الحسين الحياني، وآخرون؛ أي مع الحماية الفرنسية، بأنها تقوم على منجم من المواهب، غير أنها لم تشهد في تاريخها بروز وعي عام بقيمتها، ينتج عنه تأسيس لجهة تدبر شأنها، وتعطيها قيمتها في الواقع، بما يتيح لها التطوير الذاتي، والفعالية المستمرة، لتظل جامدة، حتى إن بعض الأنواع الرياضية انقرضت أو تكاد.
لا يعلم كثيرون بأن المغرب كان حاضرا في الألعاب الأولمبية لسنة 1960 برياضات ألعاب القوى، والملاكمة، والدراجات، والمسايفة، والجمباز، والمراكب الشراعية، والرماية، ورفع الأثقال، والمصارعة اليوناينة الرومانية، وأنه فاز بميدالية فضية، نالها العداء عبد السلام الراضي في سباق الماراثون يوم 10 شتنبر 1960 بالضبط. فأين نحن اليوم؟

“حشومة علينا، وخلاص”.