|

المنافسات

مواقعنا الأخرى

عمود رأي : “زيرو رياضة”..

Riadalive 2016-07-08 13:30

“زيرو رياضة”..
يونس الخراشي

قال لي مسؤول رياضي رفيع، قبل يومين، إن الرياضة المغربية توجد في محطة مقلقة جدا. وزاد:”هل تعلم بأن 16 رياضيا فقط تأهلوا إلى دورة الصين للألعاب الأولمبية للشباب، مقابل 100 من مصر، و60 من تونس، ومثلهم تقريبا من الجزائر؟”، ثم استمر في ما يشبه الرد:”أخاف ألا يتأهل إلى الدورة المقبلة أي من رياضيينا، وسيكون ذلك بحق أمرا سيئا”.

مسؤول آخر، من الذين كانت له صولات وجولات في وزارة الشباب والرياضة، قال لي:”في المخطط الخماسي لسنتي 1972 و1977 قرر الحسن الثاني، الملك الراحل، ضرورة التوحيد بين الرياضة المدرسية والرياضة المدنية، على اعتبار أن الخلاصات قادت إلى نتيجة واحدة، وهي أنه لا تألق دون حضور فاعل للرياضة المدرسية”.

ومن خلال النقاش الذي دار بيننا، ودخل على خطه مسؤول آخر، حضر متأخرا، تبين بأن الرياضة المغربية تحتضر، غير ذلك مجرد شعارات، وكلمات جوفاء يريد البعض أن يستثمرها لفائدته، كي يدافع على نفسه، وعلى فريق عمله، ويقول للغير إن “الآخرين هم الجحيم”، على حد تعبير الفيلسوق الفرنسي جوان بول سارتر، وأن الخطأ، إن كان هناك خطأ ما، يوجد بعيدا عنه.

الرياضة المغربية، يا سادة، بدون خلف يتحمل العبء، فلا هي اليوم رياضة شعب، أي تمارس من كل فئات الشعب، ولا هي رياضة نخبة، تمارسها فئة من الرياضيين العاليي المستوى ممن يرفعون الراية المغربية في المنتديات الدولية، ويربحون الميداليات، ليسعدوا عموم الناس، ويثبتوا المشترك الثقافي والمجتمعي بإنجازاتهم.

رياضتنا، ونتحمل كلنا مسؤولية ما هي عليه اليوم، إذ توجد في غرفة إنعاش مهملة، لا خلف يتحمل مسؤولية تدبير شؤونها، ولا خلف يتحمل مسؤولية تشريفها، في غياب الرياضة المدرسية، وغياب التنسيق بين الهيآت الوصية، أكانت حكومية أو غيرها، وفي غياب للحقيقة، وهذا هو الأهم، إذ يقول كل مسؤول وزاري إن الأمور تمضي في الطريق، مع أنه يدرك جيدا، وبالأرقام والمعطيات، أن رياضتنا لا تتحرك، ولا يمكنها، والحالة هاته، أن تكون على الطريق، فأحرى أن تكون متحركة، وعلى الطريق الصحيح.

ما الحل؟
سؤال جيد، وجوابه يتعين أن يأتي أسئلة كثيرة، لعل أبرزها هو ما الذي نريده من الرياضة المغربية في قرن الإلكترون، والنانو، واكتشاف الفضاء الخارجي، والحكامة الجيدة، والحرب على المنشطات، والمحافظة على البيئة، والحفاظ على التوازنات المالية، والبحث العلمي، وانتشار الاكتئاب، والجريمة المنظمة، والإرهاب؟

هل نريد فعلا شعبا متحضرا، يتريض، فيفرح، ويفكر إيجابيا، ويحب بلده، ويحارب الفكر الظلامي والمتطرف، ويكون منتجا؟

لنبحث جميعا عن سبيل مؤسساتي يتمتع بالاستمرارية للنهضة بالرياضة المغربية. غير ذلك، مجرد كلام، سيذهب مع الريح، مثلما حدث مع توصيات المناظرة الوطنية للرياضة سنة 2008، وغيرها من التوصيات في المخططات الخماسية، “وزيد.. وزيد”.

إلى اللقاء.
(عن أخبار اليوم)