عددت “ماركا” اليومية الإسبانية الرياضية المتخصصة، المفاتيح الحاسمة التي كانت وراء الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة، بتتويجه لأول مرة بكأس العالم التي احتضنتها الشيلي.
وجاء في التقرير الصحفي الصادر صباح يومه الإثنين، أنه منذ فوزه الأول بنتيجة (2-0) أمام إسبانيا في مستهل مشواره ضمن المجموعة الثالثة، المعروفة بـ”مجموعة الموت”، أظهر المنتخب المغربي كل مقوماته الكروية التي قادته إلى لقب تاريخي، إذ حددتها في صلابة دفاعية، انضباط وتنظيم تكتيكي، سرعة في الارتداد الهجومي، ولمسات من المهارة الفنية العالية في ثلاثي هجومي مذهل.
وأضاف التقرير التحليلي ذاته، أن الوصفة نفسها التي استخدمها المنتخب المغربي لاحقاً للفوز على البرازيل بنتيجة 2-1، والوصول إلى المباراة الأخيرة في المجموعة الثالثة أمام المكسيك وهو ضامنٌ للتأهل، وهي الوحيدة التي خسرها في البطولة (1-0) بعد أن لعب بالفريق الاحتياطي.
وساهم الجانب غير الرياضي، التركيز، القناعة، الجوع لتحقيق الانتصار، وخطة واضحة من الجامعة الملكية المغربية، في مجال التكوين استعداداً لكأس العالم 2030، الذي ستستضيفه كلٌّ من إسبانيا والبرتغال والمغرب نفسه.
وأكد التقرير الصحفي الإسباني، أنه لفهم النجاح الحالي، يجب النظر إلى ما وراء أرض الملعب، حيث عملت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، منذ سنوات بخطة واضحة ومستدامة، تكمن في تكوين شبكة لرصد وتطوير اللاعبين متصلة بمختلف الدوريات الأوروبية، بعضهم أصبح بالفعل من نجوم الصفوة، مثل براهيم دياز لاعب ريال مدريد، أو عبد الصمد الزلزولي، الذي انتقل من برشلونة إلى التألق مع ريال بيتيس، بينما يواصل آخرون مسيرتهم في أندية أقل شهرة.
وتطرق التقرير إلى نقاط القوة الأخرى لبطل العالم المغرب، في مقدمتها روح الجوع إلى الانتصار لدى لاعبيه، الذين كانوا على وعيٍ تام بأنهم جاؤوا إلى تشيلي لصنع التاريخ، رغم صعوبة المجموعة التي ضمّت منتخبات عريقة مثل البرازيل وإسبانيا والمكسيك.
وختم التقرير أن كل هذا جزء من استراتيجية طموحة تتطلع إلى هدف واضح ومهم، يكمن في كأس العالم 2030، الذي سيُقام في إسبانيا والبرتغال والمغرب، مشيرا إلى أنه مشروع وطني بدأ يثمر الآن، لكنه يرفع أيضًا التوقعات والضغط على جيل يُنتظر منه صنع التاريخ على أرض بلاده.
وعلى مستوى التقني فأكد التقرير أن القائد حسام الصادق، هو من يفرض الصرامة التكتيكية والانضباط داخل الفريق، لا يكلّ في الضغط، وكان قبل كل شيء بمثابة منارة لزملائه جميعًا، سواء في استرجاع الكرة أو في الانطلاق السريع بها نحو الأطراف، مضيفة أن الرباعي إسماعيل باعوف، فؤاد الزهواني، وإسماعيل بختي، وبمعمر طه، قادوا الجدار الدفاعي للمغرب بامتياز، وجسدوا القوة الدفاعية في منظومة مرنة، تتبدل بين خط ثلاثي، مع خمسة لاعبين أمامهم، أو النظام الكلاسيكي 4-4-2 حسب متطلبات المباراة، فيما كانت القدرة الكبيرة على العمل وسرعة الثلاثي الهجومي، على الأطراف كلٌّ من جِسّيم ياسين، وعثمان معَمّة، الذي اختير أفضل لاعب في البطولة، وانطلاقات النفاثة للسهم ياسر الزابيري، أضلاع نتائج الأشبال.
كما استحقّ المدرب محمد وهبي إشادة خاصة، إذ تفوّق في النهائي أمام الأرجنتين على نظيره دييغو بلاسينتي، بعدما نسج خطة تكتيكية محكمة شلّت مفاتيح اللعب في وسط الميدان الأرجنتيني، معتمداً على نظام 3-5-2 متماسك ومنظّم، قائم على الدفاع الصلب والهجمات المرتدة السريعة.









