|

المنافسات

مواقعنا الأخرى

“هي ما هي”…

Riadalive 2015-11-27 13:30

يونس الخراشي: رئيس القسم الرياضي بجريدة أخبار اليوم

بالنسبة إلى محمد بودريقة، رئيس المكتب المسير لفريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، ليست هناك أية مشكلة في الفريق، فكل ما في الأمر أن بعض الناس لم يتركوه، ومن معه، يشتغلون في ظروف مريحة، ويؤلبون الجماهير، ويخيل إلى الرأي العام من “سحرهم الفيسبوكي” أن الرجاء في أزمة.

الرجل قال هذا الكلام، أول أمس (الأربعاء)، في اتصال هاتفي مع إذاعة “راديو مارس”، للرد على آراء صدرت من ضيوف الزميل حميد أمين، ضمن برنامج “المريخ الرياضي”، دون أن يعي بأنه وضع اليد على الجرح الذي يعانيه فريقه بالضبط، وكان هو واحدا من المتسببين فيه.

كيف ذلك؟

لا يوجد فريق لكرة القدم في مغربنا الحبيب يعيش رئيس مكتبه المسير في راحة، ويسير وبين يديه رصيد بنكي مترع بالأموال، ومن يعارضوه؛ من منخرطين، وضمنهم الطامحون في الرئاسة، يصفقون له صباح مساء، حتى يقول الرئيس الحالي للرجاء :”راه مكاينة تا مشكلة، غير مخلاوناش نخدمو”.

ولعل محمد بودريقة نفسه أذاق سلفه عبد السلام حنات “المرار” لما كان يريد الصعود إلى “سدة الحكم” في الفريق، حتى إنه هيأ مدربه، ومستشاره، وفريق عمله، و”كتابا أخضر”، وحنات الرئيس ما زال يشتغل، وعلى بعد خطوات من اللقب، بل أكثر من ذلك فإن بعض اللاعبين أكدوا لنا، حينها، بأن المدرب المستقبلي للرجاء اتصل بهم ليجس نبضهم ما إذا كانوا يرغبون في الالتحاق به إن صار على رأس الإدارة الفنية للفريق لاحقا.

المسألة إذن محسومة، حتى إن عبد الخالق اللوزاني قالها مرة، وهو يُعْفَى من منصبه مديرا رياضيا لفريق الوداد الرياضي، بعبارات واضحة، ستصير لازمة، إذ أوضح بأن “الجمهور فالدار البيضاء هو اللي كيسير الفراقي”، وهو ما يعرفه بودريقة، وغيره من مسيري الرجاء والوداد جيدا، ويتعاطون معه، كل حسب ما يراه مناسبا لمطامحه، دون وعي بأن الأفضل هو أن التعاطي مع الجمهور يتعين أن يكون في واضحة النهار، وبالاستناد إلى الواقع، ودون تقديم وعود غير قابلة للتحقق.

المغاربة يقولون:”هي ما هي”.

وهذه الـ”هي ما هي” تعني الكثير جدا، وهي تعني هنا أن بودريقة، الذي يرى أن من حقه التعاطي مع جمهور الفريق، وأخذ صور معه في “المكانة”، و”التنقاز من فوق السور” لدغدغة مشاعره، والتعهد له بالفوز بالألقاب، ومغازلته بـ”الشدان في الجيران”، سيما قوله إنهم “مجرد أرانب سباق”، يدرك جيدا بأن مشكلة الفريق اليوم تدخل ضمن خانة “المألوف”، وإلا لما قال :”مكاينة تا مشكلة، غير مخلاوناش نخدمو”.

بمعنى؟

الأمر واضح جدا. فلا سير عادي لتدبير الفرق في المغرب دون ضغط من الجمهور، سيما جمهورا الرجاء والوداد، وأي تعاطي سيء معهما يكون وبالا على من يسير، وما حدث أن بودريقة ألب على نفسه الجمهور، ولم يعد يجد اليوم وسائل لاستعادته إلى جانبه، مساندا.

نعم كان من حق الرجل، في وضع ليس سليما على مستوى تدبير الاختلاف، أن يستعمل دهاءه ليصل إلى الرئاسة، واليوم من حق من يطمحون إلى خلافته أن يستعملوا سلاحه السابق، وقد صار بين أيديهم، فقط عليهم أن يعرفوا أن هناك مثلا سائرا يقول:”كما تدين تدان”، وأن الجمهور ذكي للغاية، و”مستحيل تضحك عليه”