كشفت شبكة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في تحقيق مشترك مع موقع «بازفيد» أن الشبهات تحوم حول بعض لاعبي التنس، الذين فازوا بألقاب في بطولات «غراند سلام» خلال العقد الأخير، سواء في المنافسات الزوجية أو الفردية (رجال)، لضلوعهم المحتمل في عمليات تلاعب بنتائج المباريات.
وأفادت التقارير الإعلامية أن 16 لاعبا كانوا من بين اللاعبين الـ50 الأوائل في الترتيب العالمي للاعبين المحترفين يشتبه في تعمدهم الخسارة في بعض المباريات. وأشارت التقارير إلى أن نصف هؤلاء اللاعبين يشاركون في بطولة أستراليا المفتوحة التي انطلقت صباح أمس.
وقال موقع «بازفيد»: «حاملو ألقاب لبطولات غراند سلام في المنافسات الزوجية والفردية يشكلون جزءا من المجموعة المكونة من 16 لاعبا تعمدوا الخسارة في بعض المباريات التي كانت محل مراهنات تتعلق بخسارتهم». وأكدت «بي بي سي» أيضا أن بعض هؤلاء اللاعبين من الفائزين بألقاب في بطولات «غراند سلام» بدون أن تفصح عن أسماء بعينها.
ومنذ عام 2006، فاز ستة لاعبين مختلفين ببطولات «غراند سلام» في المنافسات الفردية، وهم من اللاعبين الأبرز في عالم اللعبة البيضاء: السويسريان روجيه فيدرر وستانيسلاس فافرينكا والأسباني رافايل نادال والصربي نوفاك ديوكوفيتش والبريطاني آندي موراي والأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو.
ولم تذكر «بي بي سي» أو «بازفيد» أياً من أسماء اللاعبين محل الاشتباه: «قررنا ألا نذكر أسم أي من اللاعبين، لأنه بدون الاطلاع على بيانات الهواتف الخاصة بهم أو حساباتهم البنكية أو بعض الوثائق الموجودة داخل حواسبهم الآلية، لا يمكننا أن نقرر إذا كان اللاعبون تعمدوا الخسارة بمحض إرادتهم في عملية التلاعب بنتائج المباريات». وأضاف التحقيق الصادر عن «بي بي سي» و»بازفيد»: «ورغم هذا، وحدة نزاهة التنس لديها من القوة لمطالبة أي لاعب تنس محترف بتقديم جميع الأدلة اللازمة».
وتعتبر وحدة نزاهة التنس هيئة مستقلة تضطلع بمهمة التحقيق وفرض العقوبات، تأسست عام 2008، بعد أن توصل الاتحاد الدولي للتنس ورابطة لاعبي التنس المحترفين لاتفاق في ما بينهما لمحاربة الفساد.
وكانت أول القرارات التي اتخذتها هذه الهيئة هو منع استخدام الحواسب الآلية المحمولة في مدرجات ملاعب التنس، للحيلولة دون نقل البيانات والمعلومات لـ»مافيا المراهنات». ولم يتحدث التقرير الصادر عن كل من «بي بي سي» و»بازفيد» عن عدد محدد من المباريات، بيد أنهما أكدا أن بعض المباريات، التي شهدت تلاعباً كانت ضمن منافسات بطولتي ويمبلدون ورولان غاروس، وهما بطولتان من أصل البطولات الأربع لـ»غراند سلام».
وشددت «بي بي سي» و»بازفيد» أنهما تلقيا معلومات مسربة من بعض اللاعبين ورؤساء هيئات تدير شؤون رياضة التنس وخبراء في عمليات التلاعب بالمباريات، كما أكدا أن أحد اللاعبين الذي يحتل أحد المراكز الـ50 الأولى في التصنيف، والذي يخوض منافسات أستراليا المفتوحة حاليا، تعمد خسارة المجموعة الأولى بشكل متكرر.
وقال موقع «بازفيد»، الذي أكد أن عصابات من المافيا الروسية وأخرى في شمال إيطاليا وصقلية هي من تقف خلف قضية التلاعب: «تم التواصل مع اللاعبين أثناء إقامتهم بغرفهم داخل الفنادق خلال البطولات الكبرى وقام المراهنون بعرض 50 ألف دولار أو أكثر من أجل التلاعب في المباريات».
وتمكنت كل من «بي بي سي» و»بازفيد» من الحصول على تسع قوائم شملت أكثر من 70 اسما للاعبين مشتبه في تورطهم في عمليات تلاعب بالمباريات.
وفتحت رابطة لاعبي التنس المحترفين تحقيقا بعد مباراة جمعت بين الروسي نيكولاي دافيدينكو والأرجنتيني مارتن فاسايو ارغويو في الدور الثاني من بطولة سوبوت 2007 ببولندا، والتي كانت بمثابة جرس إنذار في هذه القضية.
يذكر أن قبل وأثناء تلك المباراة، كان هناك سيل من المراهنات غير معتاد ضد دافيدينكو الذي كان يحتل في ذلك الوقت المركز الرابع عالميا. وفاز اللاعب الروسي بالمجموعة الأولى لتلك المباراة قبل أن يخسر المجموعة الثانية، ثم انسحب من اللقاء خلال المجموعة الثالثة عندما كانت النتيجة 2/6 و6/3 و2/1.
ونفى كلا اللاعبين عدة مرات قيامهما بالتلاعب بنتيجة المباراة، كما لم تتم معاقبتهما نظرا لأن الرابطة العالمية لتنس المحترفين لم تحصل على أدلة كافية حول هذا الموضوع.
وجاء التقرير الأخير في لحظة حرجة للغاية تمر بها الرياضة العالمية، التي تعرضت لهزات شديدة في الآونة الأخيرة بسبب العديد من فضائح الفساد. وتعيش كرة القدم ورياضة ألعاب القوى في الوقت الحالي أزمة عميقة، حيث يخضع بعض من قياداتهما السابقين والحاليين للتحقيقات بداعي ضلوعهم في جرائم فساد. وكانت رياضة الدراجات هي الرياضة التي كانت ترتكز على فوهة البركان في الفترة الماضية بسبب قضية المنشطات، التي شهدت تورط الدراج الأمريكي لانس ارمسترونغ.








